تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق الذي نشر في نفس وقت تسليمه لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في 23 نوفمبر 2011 يمكن تحميله بالكامل من الصفحة الرئيسة للموقع.

خطاب الاستاذ محمود شريف بسيوني في 23 نوفمبر 

التقرير المالي الختامي لللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق

28 09 2011

نشرة الدكتورة كروسبي حول الإضراب عن الطعام في البحرين

انضمت هذا الشهر الدكتورة “سوندرا كروسبي”، الخبيرة الدولية في الإضراب عن الطعام إلى اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق وذلك لمراجعة أوضاع المُضربين عن الطعام  في سجون البحرين. وعلى الرغم من أن ذلك ليس جزءاً من مهمة لجنة تقصي الحقائق الجارية حالياً، إلا أن اللجنة ارتأت لدوافع إنسانية أهمية تقييم أوضاع واحتياجات المضربين عن الطعام.

وبناء على ما توصلت إليه الدكتورة كروسبي من نتائج، ونتيجة للنقص الكبير في الوعي المتعلق بالإضراب عن الطعام، فإن اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق ترى ضرورة تسليط الضوء عبر المعلومات التالية على بعض  المؤشرات والأمور الهامة، علماً بأنه قد تم إرسال تقرير لوزارة الصحة في البحرين يتضمن توصيات الدكتورة “كروسبي”.

وتجدر الإشارة هنا بأنه بعد تقييم وتوصيات الدكتورة “كروسبي” قرر عدد من المضربين عن الطعام إنهاء اضرابهم.

 1- التعريف

الإضراب عن الطعام هو وسيلة للتعبير عن الشكوى وإثارة انتباه الرأي العام لقضية تهم الشخص المضرب عن الطعام، ودائماً ما يلجاً الشخص المعني إلى الإضراب عن الطعام عندما يشعر بأن البدائل محدودة أو معدومة لحل شكواه أو مظلمته، وبناء على ذلك يكون مستعداً للمخاطرة بصحته، وربما بحياته لجذب انتباه السلطات بل والعالم بأسره لشكواه بهدف إحداث تغيير في الوضع.

يشمل الإضراب عن الطعام العديد من المواقف المتنوعة، على الرغم من أنها جميعاً تتضمن شكل من أشكال “رفض الطعام” كوسيلة احتجاج، ولعل من المهم التوضيح هنا بأن المضربين عن الطعام ليسوا أشخاصاً انتحاريين، كما أنهم لا ينفذون إضرابهم بهدف الموت وذلك على الرغم من أن أقلية من المضربين قد تقبل الموت باعتباره نتيجة حتمية.

أما بالنسبة للجزء الاكبر، فإن المضربين عن الطعام يرغبون في تحسين وضع العالم بالنسبة لأنفسهم وللآخرين، ويلجأوون عادةً للإضراب باعتباره الملاذ الأخير في ظل عدم وجود أية آلية أخرى فعالة لممارسة الاحتجاج.

ويتخذ الإضراب عن الطعام أشكالا مختلفة من الشدة، ولكن من المهم أن ندرك بأن أي شكل من أشكال الإضراب عن الطعام يمكن أن يكون ضاراً بالصحة.

فهناك الاضراب “الجاف”، حيث يرفض فيه المضرب تناول الطعام والشراب على حد سواء، وهو أمر نادر الحدوث لأنه يقود إلى الموت السريع وهذا لن يمهل المضرب في تحقيق أهدافه. وهناك الإضراب المسمى بـ”الصوم التام”، وهو الإضراب الذي يتناول فيه المضرب الماء فقط، ولكن قد يشمل هذا النوع من الإضراب تناول بعض المعادن والسكر أوالفيتامينات، ومن المستحسن في هذه الحالة أن يتناول المضرب عن الطعام حوالي 2 لتر من الماء يوميا.

ويشمل الإضراب عن الطعام أشكالاً أخرى تتضمن السماح بتناول الكربوهيدرات والمعادن والفيتامينات أو المكملات الغذائية الأخرى وذلك بكميات متفاوتة. ولعل من المهم بالنسبة للطبيب المشرف أن يعرف بكل دقة مقدار الكمية المستهلكة لكل مضرب عن الطعام وذلك كي يتسنى له مراقبة وتقييم صحة المضرب عن الطعام باستمرار وتزويده بالمعلومات ذات الصلة للحفاظ على سلامته. ومن المهم كذلك في هذا الصدد أن ندرك بأن تناول المضرب لمقادير قليلة من السعرات الحرارية لا يبطل أو يتعارض مع الاضراب عن الطعام، بل إنه في حقيقة الأمر قد يؤدي إلى إطالة العملية التي ستقود إلى نفس الآثار الصحية الخطيرة.

 2- الشروط

تختلف المخاطر الصحية المرتبطة بالإضراب عن الطعام من شخص لآخر وذلك اعتماداً على عمر الشخص ووضعه الصحي السابق وما يتناوله من مياه وغيرها إضافة إلى مقدار ما يفقده من وزن ومدة الاضراب.

ويمكن لأي نوع من أنواع الإضراب عن الطعام أن يلحق الضرر بصحة الشخص، ووفقاً لذلك  فإنه من المهم للمضربين عن الطعام الحصول على رعاية ومشورة من طبيب متواجد، وينبغي أن يتمكن كل مضرب عن الطعام من الوصول إلى طبيب موضع ثقة يكون في مقدمة أولوياته رعاية المضرب عن الطعام، كما أنه من المهم للطبيب والمريض إبقاء خط التواصل مستمراً بينهما.

قد يشعر المضرب عن الطعام أحياناً بأنه مكره أو يتعرض للضغط من جانب النزلاء الآخرين من أجل المشاركة في الإضراب أو مواصلته حتى وإن كان راغباً في التوقف، ويتعين على الطبيب في هذه الحالة أن يقرر ما إذا كان المضرب عن الطعام مكرهاً على ذلك أو يتعرض للضغط من أية قوى داخل السجن أو خارجه، كما يجب عليه اتخاذ الاجراءات اللازمة لتجنيبه هذه الضغوط.

إن إتاحة الفرصة لأفراد الأسرة بلقاء المضرب عن الطعام قد تساعد في تخفيف ضغط أقران السجن وتقديم الدعم اللازم. ولا بد من احترام كرامة المضربين عن الطعام في جميع الأوقات، وينبغي عدم معاقبتهم على إضرابهم عن الطعام أو إكراههم بالقوة لانهائه.

 3- الموانع

من المهم جداً إجراء تقييم جسدي ونفسي شامل في بداية الاضراب كي يتمكن الطبيب من تقييم المخاطر الصحية المحتملة لكل مضرب، إذ أن الامتناع عن الطعام قد يتسبب في تفاقم أية مشاكل صحية كامنة، بل أنه قد يتسبب في زيادة خطورة بعض الحالات الصحية مثل مرض السكر وقد يشكل تهديداً مباشراً للحياة في وقت مبكر من الإضراب.

وقد يتم اكتشاف حاجة بعض الأشخاص للعلاج من بعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب، ولا بد من الأخذ بعين الإعتبار احتمال تأثير تلك الاضطرابات النفسية على قرار الإضراب عن الطعام.

 وفي حال كان المضرب عن الطعام يعاني من الاكتئاب أو أي مرض آخر نتيجة التعذيب أو معاملة غير إنسانية، فإن ذلك يتطلب إجراء تقييم نفسي وتقديم العلاج الفوري.

 4- المضاعفات

من المهم أن نفهم التسلسل الطبي للأمور التي تحدث عندما يبدأ شخص في الامتناع عن الطعام، مع الأخذ بعين الإعتبار بأنه في حال كان المضرب يتناول الماء فقط فإن الوفاة ستحدث بين اليوم 55 و اليوم 75 من الإضراب، ويستطيع الشباب الأصحاء تحمل الإضراب عن الطعام على نحو جيد لحوالي 4 أسابيع قبل أن تبدأ المضاعفات الطبية الخطيرة في الظهور عليهم.

وفي حال تناول بعض المواد المغذية الأخرى، فإنه من الممكن أن تطول هذه الفترة الزمنية غير أن تحديد تلك المدة بدقة هو أمر غير ممكن على الإطلاق.

يتعين أن تبدأ المراقبة الطبية حال فقدان نسبة 10 ٪ من الوزن الأولي للجسم، إذ أنه من المحتمل حدوث مشكلات خطيرة عند خسارة 18 ٪ من الوزن الأولي للجسم لتصبح الحياة بعد ذلك مهددة عند فقدان أكثر من 30 ٪ من وزن الجسم الأولي أو المثالي.

بالإضافة إلى ذلك، فإنه من الضروري جداً معرفة التسلسل المتوقع للأعراض التي ستظهر عند تنفيذ الإضراب عن الطعام وهي كالتالي:

أ‌-  في البداية، وفي الفترة بين اليوم الثالث والسابع سيشعر المضربون البالغون الأصحاء بوضع معقول إلى حد ما، طالما حافظوا على تناول مقدار كافٍ من الماء (2 لتر)، وسيهدأ الشعور بالجوع بعد انقضاء اليوم الثاني أو الثالث.

ب‌- بعد ذلك بوقت قصير، سيشعر المضرب عن الطعام بأعراض الدوخة والتعب والإعياء الذي قد يكون معه مجرد الوقوف أمراً في غاية الصعوبة.

ج-  بعد الأسابيع القليلة الأولى، سينتاب المضرب على الأرجح شعوراً بالبرودة وألم في البطن وهو أمر شائع.

د‌- خلال  الفترة الأخيرة من الشهر الأول، ستظهر أعرض الخمول الذهني وسرعة التهيج.

ه‌-  بحلول  الأسبوع الرابع، قد يكون من الضروري ادخال المضرب عن الطعام إلى المستشفى لتلقي  العلاج.

و- بين الأسبوع الرابع  والخامس، وفي حال كان المضرب عن الطعام لا يتناول الفيتامينات فسيعاني من ازدواج في  الرؤية ودوار شديد و تقيؤ مع صعوبة في البلع وكل ذلك نتيجة تلف الأعصاب، وتوصف هذه  المرحلة من من قبل أولئك الذين نجوا من الاضرابات الطويلة عن الطعام بأنها مرحلة  مزعجة للغاية.

ز‌-  من  اليوم الأربعين وما بعد ذلك، سيعاني المضرب عن الطعام من تشويش حاد مع عدم القدرة  على التماسك، وفقدان للسمع والبصر مع احتمال حدوث نزيف. وستقع الوفاة في نهاية  المطاف بسبب انهيار القلب والأوعية الدموية وعدم انتظام ضربات القلب.

ح- ستتعرض الكلى والكبد والجهاز المناعي إلى مضاعفات أخرى بسبب سوء التغذية،  كما ستضعف قابلية التئام الجروح وتزيد قابلية العدوى طوال فترة الاضراب عن الطعام.

5- الأطفال

الأطفال على وجه الخصوص هم عرضة للمضاعفات المرتبطة بالامتناع عن الطعام والمذكورة  أعلاه، وبالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أن تتداخل سوء التغذية مع نمو العظام  كما يمكن أن تتسبب في الإخلال بنمو الجهاز العصبي بما في ذلك حدوث التلف الدماغي وهو أمر غير قابل للعلاج. لذلك لا ينبغي تشجيع  الأطفال على الإضراب عن الطعام فهم لا يملكون القدرة على اتخاذ القرارات لتقييم  الآثار الناجمة والمترتبة على الاضراب عن الطعام، ولا يمكنهم بالتالي اتخاذ قرار واعٍ  حول الإضراب عن الطعام. إنه من الواجب تقديم دعم نفسي وطبي إضافي لجميع المضربين عن الطعام من الشباب والمراهقين من قبل أطباء مدربين في مجال رعاية المراهقين.

6- الرعاية  اللاحقة

عندما يبدأ المرء في تناول الطعام بعد الانقطاع عنه  فإن استهلاك الطعام يجب أن يتم  ببطء لتجنب  ما يسمى “متلازمة إعادة التغذية” فإن العودة للتغذية بعد فترة انقطاع عن الأكل قد تحث على حدوث عدد من التعقيدات الأيضية والفيزيولوجية القاتلة بسبب عملية  انتقال السوائل مما يتسبب في حدوث شذوذ بأجهزة القلب والتنفس والجهاز العصبي العضلي. ولذلك فإنه عندما يبدأ المضرب عن الطعام في العودة للأكل بعد فترة صيام  طويلة، فإنه يجب أن يكون تحت إشراف ومراقبة الطبيب.

تجدر الإشارة إلى أن اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق هي لجنة مكلفة بالتحقيق  وتقديم تقرير عن الأحداث التي شهدتها مملكة البحرين خلال شهري فبراير ومارس 2011، والنتائج اللاحقة التي أعقبت الأحداث سالفة الذكر، وتقدم اللجنة توصياتها بحسب ما  تجده مناسباً.

ومن المقرر أن تقدم اللجنة تقريرها إلى جلالة الملك  حمد في 30 أكتوبر وسيتم الإعلان عن مجمل التقرير.

 صحيفة معلومات